دانت هيئة علماء ليبيا الإرهاب بجميع صوره، وعلى رأسه إرهاب الدول المتمثل في القصف الذي طال الآمنين في درنة، وأودى بحياة أطفال ونساء ورجال، وتعدُّه تدخلاً سافراً، وانتهاكاً للسيادة الليبية.
واستنكرت الهيئة في بيان لها تصريحات بعض المحسوبين على الجيش الليبي من إعلانهم الموافقة على هذا التدخل، وتصريحهم أنَّ ذلك كان بالتنسيق معهم، وتعتبره خيانة لليبيين.
وقدمت تعازيها لأهالي الضحايا في مدينة درنة، ودعت لهم بالمغفرة والرحمة، وأن يرفع الله منزلتهم في الشهداء.
وأكدت الهيئةُ تعظيمَ الشريعة الغراء للدماء، وأمرَها بالبر والقسط لأهل الكتاب غير الحربيين من ذوي الأمان أو شبهة الأمان.
ورأت أنَّ مثل هذا العمل بما يؤدي إليه مما نراه من قصف للمدن الليبية وقتل للأبرياء وتأليب للمجتمع الدولي قد أعطى الذريعة للتدخل المصري الذي كان يبحث عن حجة لإشباع أطماعه التوسعية، ومتنفسٍ ينسي فيه شعب مصر مشاكله الداخلية.
واستغربت الهيئة تركيز إعلام كثير من الدول الطامعة ومنها مصر وعملاؤها من ذيول النظام السابق على تضخيم حجم الإرهاب في ليبيا، بينما يتناسون إرهاب طغاتهم الذي وصل إلى إحراق المتظاهرين السلميين في الميادين، وجرفِ جرحاهم وجثث موتاهم بالجرافات، وإلاَّ فكيف يستقيم في العقل ضرب تنظيم (داعش) في ليبيا بزعمهم وترك أحد المطلوبين الفارين من العدالة على أرض مصر يصول في قنواتهم، يزكي هذا التنظيم ويصفهم بأنهم أهل نقاء، ويؤكد دعمه لهم.
ودعت الهيئة الليبيين إلى تحري العدل، بألاَّ يأخذوا أحداً من إخوانهم المصريين بجريرة نظامهم الظالم، فالظلم مرتعه وخيم، وتذكِّرهم بقول الحق: ( وَلاَتَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ).
كما دعت الليبيين جميعاً إلى الوقوف صفاً واحداً ضد ما يُحاك ضدهم من مؤامرات ودسائس، وأن ينبذوا خلافاتهم، ويتعاونوا على البر والتقوى، ويستعدوا للتضحية من أجل حماية الدين والأرض والعرض، والدفاع عن كرامة بلدهم ضد أي طامع أو معتد.