أصدرت جمعية القلب الأميركية مؤخرا قائمة من سبع خطوات لتقليل احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، شملت عدم التدخين والنشاط البدني ومنع الوزن الزائد والمحافظة على مستويات الكولسترول الصحي والإبقاء على ضغط الدم منخفضا وتنظيم مستويات السكر في الدم وأخيرا الأكل الصحي.
لكن أحد الخبراء المختصين في المجال قال إن عدد الذين لبوا كل المعايير السبعة كان ضئيلا جدا. وأضاف أن “مجرد النظر إلى تلك الخطوات البسيطة وقياس ماهية نسبة الشعوب المختلفة في أنحاء العالم المتقدم لتلبية تلك المعايير تجد أنها لا تتجاوز 0.1% فقط”.
وبالنظر إلى احتمال الإصابة بمرض قلبي وعائي فإن شخصا واحدا فقط في كل ألف شخص يكون سليما. واستطرد قائلا “التمارين الرياضية والتغذية السليمة هما أصعب مؤشرين للوصول إلى صحة القلب والأوعية الدموية”.
وأشار الخبير إلى أن عددا أقل بكثير من الناس التزموا بالـ150 دقيقة الموصى بها لممارسة الرياضة الأسبوعية من الذين زعموا أنهم فعلوا ذلك. وعلى الرغم من أن 60% من الناس يقولون إنهم يبذلون هذا الكم من الوقت فإنه عند تقييمهم بشكل مناسب اتضح أن الثلث فقط هم الذين يفعلون ذلك.
وقال الخبير أيضا إن وقف الملح والسكر فجأة من النظام الغذائي الحديث أمر في غاية الصعوبة، بمعنى أن القليل جدا من الناس هم الذين يأكلون فعلا بطريقة صحية. وأضاف أن الفوائد الصحية من الالتزام بكل الخطوات السبع أمر مذهل. وقال “أولئك الذين يلبون هذه المعايير لا يصابون بنوبات قلبية قبل سن الـ65″.
يشار إلى أن ثلثي البالغين في بريطانيا إما أنهم زائدو الوزن وإما بدناء، وهو ما يجعل المملكة المتحدة أسمن أمة في أوروبا الغربية. لكن الخبير قال إن البريطانيين ينبغي أن ينسوا أمر الوزن كنهاية في حد ذاته ويركزوا بدلا من ذلك على الإقلاع عن التدخين وبذل نشاط بدني. وقال “كونك نشيطا بدنيا مفيد جدا في حد ذاته لصحة قلبك”.
وأضاف أنه من بين الأشخاص البدناء الذين لديهم نفس محيط الخصر فإن أولئك الذين كانوا نشطاء بدنيا كان لديهم نصف احتمال الإصابة بمرض قلبي كأولئك الذين كانوا كثيري الجلوس. وقال “مجرد الانتقال من حالة الخمول إلى النشاط يقلل خطر إصابتك، بل حتى إذا كنت بدينا في البطن”. وألمح إلى أن قلة ممارسة الرياضة في جميع أنحاء العالم سببت الآن وفيات أكثر من التدخين.
ومن الجدير بالذكر أن دراسة أميركية موازية أشارت إلى أن التقيد بالخطوات السبع المذكورة أعلاه يمكن أن ينزل باحتمال الإصابة بالسرطان إلى النصف.
كما يشار إلى أن الباحثين بجامعة نورثويسترن في شيكاغو توصلوا إلى استنتاجاتهم تلك بعد متابعة صحة أكثر من 13 ألف شخص على مدى ربع قرن.
وتبين أن أولئك الذين تقيدوا بستة أو سبعة معايير كانت فرصتهم أقل بنسبة 51% للإصابة بالسرطان من أولئك الذين لم يتقيدوا بشيء.
وعندما أُخرج التدخين من المعادلة قلت احتمالات أولئك الذين تقيدوا بخمسة أو ستة من المعايير المتبقية للإصابة بالسرطان بنسبة 25%، مقارنة بأولئك الذين لم يتقيدوا بشيء.
وقالت الأستاذة لورا راسموسن، التي قادت الدراسة، إن النتائج ستساعد الأطباء في توجيه رسالة واضحة ومتسقة بشأن أهم الأشياء التي يستطيع الناس فعلها لحماية صحتهم.