شارك وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني السيد " محمد سيالة " الاربعاء في الاجتماع الوزاري لمجلس وزراء جامعة الدول العربية في دورته العادية ( 151 ) بمقر الجامعة بالقاهرة .
وأكد " سيالة " في مقدمة كلمته التى ألقاها بالاجتماع على أن ماتمر به المنطقة العربية من تحديات يفرض عليها أكثر من اي وقت مضى واجب التضامن والتعاون والتنسيق المشترك ، ويفرض عليها أيضا متطلبات عديدة اهمها اصلاح جامعة الدول العربية ومنظومة العمل العربي المشترك ، داعيا في هذا الصدد مجلس الجامعة الى الاسراع في تقييم عمل اللجنة مفتوحة العضوية لاصلاح وتطوير الجامعة العربية وفرق العمل التابعة لها ودراسة ماتوصلت اليه من نتائج واسباب التأخر في ذلك .
ولفت " سيالة " الى ماشهدته وتشهده المنطقة العربية ودولها من أحداث وقضايا ومواقف وازمات ومايتطلبه ذلك من اصلاح وتطوير بمنظومة العمل العربي لتعزيز دور الجامعة العربية وتطوير اليات السلم والامن لحل الخلافات العربية - العربية ووقف التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية .
وأوضح في كلمته التى تلقت وكالة الأنباء الليبية نسخة منها - ان ليبيا على قناعة تامة بأهمية الدور الذي تضطلع به جامعة الدول العربية وأجهزتها في سبيل التسوية السياسية للازمة التى تفاقمت لاسباب أهمها التدخلات السلبية الخارجية التى شجعت بعض الاطراف على عدم الالتزام بالمسار الديمقراطي ليس في ليبيا فحسب بل في دولنا جميعها وبدرجات متفاوتة ، واججت على مدى السنوات الماضية خلافاتنا البينية واستباحت حدودنا وسيادة دولنا .
وأكد سيالة في هذا الخصوص على الحاجة الى وقفة جادة وتضامن عربي أكبر لايقاف هذا العبث صونا وحماية لوحدة الدول العربية وسيادتها الوطنية .
وعقب هذا التقديم أحاط سيالة الاجتماع الوزاري بالجهود التى يبذلها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني للخروج من الأزمة الراهنة التى تمر بها البلاد مؤكدا بأن الحل الوحيد يكمن في انهاء الانقسام السياسي من خلال اجراء الانتخابات على قاعدة دستورية سليمة تفصل بين المتنازعين على السلطة وتتيح للشعب بأن يقول كلمته عبر صناديق الاقتراع على أن يسبق ذلك عقد مؤتمر وطني جامع تشارك فيه كافة التوجهات والمكونات للخروج من حالة الانسداد السياسي وفق مبادرة المبعوث الاممي السيد غسان سلامة ، مشيرا بأن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق يدعم بكل الامكانيات المتاحة تسهيل اجراءات تنفيذها على ارض الواقع .
واوضح سيالة بأن المجلس الرئاسي يواصل تعامله وبروح ايجابية مع مبادرات الحل السياسي الهادفة الى تقريب وجهات النظر بين الاطراف الليبية منوها الى الاجتماع الذي استضافته دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة ، وشارك فيه رئيس المجلس الرئاسي السيد فائز السراج ، مشيرا بأنه كان لقاءً هاماً يمكن البناء عليه للوصول الى صيغة تجنب بلادنا الصراع والتصعيد العسكري مبينا أن من أهم ماتم الاتفاق عليه في هذا اللقاء عدم اطالة الفترة الانتقالية وضرورة توحيد مؤسسات الدولة وانجاز انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل نهاية العام وتوفير المناخ الملائم لاجرائها ودعم جهود المبعوث الاممي في هذا الشأن .
كما اشار سيالة في كلمته الى أنه وبالتوازي مع العمل السياسي يمضي المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في مسار الاصلاح الاقتصادي والامني باطلاق برنامجين متزامنين من منطلق الارتباط الوثيق بين الأمن والاقتصاد ، مشيرا الى الخطوات المتخذة في هذا الخصوص اقتصاديا وامنيا في اطار سعي المجلس الرئاسي لايجاد الحلول للاوضاع اتى يعانيها المواطن من خلال تنفيذ سلسلة من الاصلاحات الاقتصادية لتوفير السيولة النقدية بالمصارف وكبح جماح غلاء الاسعار ووضع حد لتغول السوق الموازي وتقليص العجز .
وفيما يتعلق بتنفيذ المسار الأمنى أكد سيالة تنفيذ الترتيبات الامنية المنصوص عليها في الاتفاق السياسي داعيا في هذا الخصوص مجلس الجامعة العربية الى دعم جهود ليبيا لحث مجلس الأمن الدولي على رفع الحظر المفروض على تصدير الاسلحة الى ليبيا جزئيا لضمان تجهيز الحرس الرئاسي وقوات مكافحة الارهاب وخفر السواحل وحماية الحدود تحت اشراف المجلس الرئاسي ، مؤكدا بأن هذا الاجراء لايحتمل التأجيل او التسويف معربا عن أمله في أن يتفهم المجتمع الدولي الحاجة الملحة الى الاسراع في اتخاذ هذا القرار لمعالجة الوضع الامني وتحقيق الاستقرار .
وفي الجانب الأمني ايضا أكد سيالة تحرك ليبيا باتجاه تحقيق تنسيق أكبر مع دول الجوار منوها بالاجتماع الوزاري الرابع الذي عقد مؤخرا لتأمين ومراقبة الحدود المشتركة بين النيجر وليبيا وتشاد والسودان والذي تم خلاله التوقيع على اللائحة التنفيذية لمركز العمليات المشتركة لتأمين الحدود وتحقيق تنسيق أمني لمكافحة الارهاب ومنع الجريمة العابرة للحدود .
واعرب عن شكره وتقديره لدول الجوار الليبي التى رعت اجتماعات الحوار الليبي - الليبي - او التى شاركت في الاجتماعات الهادفة للتوصل الى التسوية السياسية للازمة في ليبيا .