التقى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني السيد فائز السراج الثلاثاء برؤساء بلديات المنطقة الغربية لوضعهم في صورة مستجدات الوضع العام وتداعيات ما تتعرض له العاصمة طرابلس من عدوان، إضافة إلى ضمان تغطية احتياجات البلديات بصفة عامة ومتطلبات البلديات الواقعة أو القريبة من مناطق المعارك بصفة خاصة والتي تشمل استيعاب من يضطرون للنزوح ومستلزمات الايواء والعلاج والاسعاف.
ووفقا للمكتب الاعلامي لرئيس المجلس فقد تحدث السراج مرحبا برؤساء البلديات وحي دورهم في حماية الجبهة الداخلية من اية محاولات للعبث بالاستقرار، ودورها في توفير احتياجات المواطنين في هذا الظرف الاستثنائي الطارئ.
وخاطب خلال اللقاء الذي جرى في مقر المجلس الرئاسي بطرابلس قائلا : أود من خلالكم كمسؤولين منتخبين من الشعب، أن اطمئن المواطنين على قواتهم المسلحة وأجهزتهم الأمنية، الذين يدافعون بشجاعة وبسالة عن عاصمة كل الليبيين " وأضاف قائلا " اجدد التأكيد باننا دعاة سلام، لكننا مستعدون للقتال إذا فرض علينا، وواثقون من قدراتنا كما أن الحق معنا، فنحن ندافع عن أهلنا وبيوتنا ومدننا."
وقال في حديثه أن البعض يجاول تسويق الصراع كأنه صراع بين الشرق والغرب في إثارة للفتنة والفرقة، رغم علمهم يقينا اننا أبعد ما نكون عن الجهوية، وأوضح بأن الصراع في حقيقته هو صراع بين من يريد الدولة المدنية الديموقراطية الحديثة، دولة المواطنة التي لا فرق بين مواطنيها، دولة الحقوق والحريات، وبين من يسعى لعسكرة البلاد، والعودة بها إلى الحكم الشمولي، حكم الفرد والعائلة.
وأضاف السراج " أن عملية ( بركان الغضب ) ستستمر حتى تحقق نتائجها، ويعود المسار الديموقراطي، ومسار التوافق، ليتحاور الليبيون بالأفكار وليس بالبنادق لوضع الاساس للدولة المدنية التي نصبوا لها.
وعبر عن تقديره لمواقف الدول الكبرى والأمم المتحدة، التي طالبت قوات حفتر بالوقف الفوري للعدوان والعودة من حيث أتت وقال وللأسف جاء الرد الفوري لقوات حفتر على هذه الدعوة بقصف مطار معيتيقة الدولي، المطار المدني الوحيد المتاح للمواطنين بطرابلس، دون مراعاة لسلامتهم وما يسببه تعطل المطار من معاناة لهم وعرقلة نقل الجرحى والمرضى للعلاج، واشار إلى أن هذا القصف يعد جريمة حرب تنتهك القانون الإنساني الدولي الذي يحظر الاعتداء على المنشآت المدنية.
وقال السراج هل يعلم حفتر أن " القصف العشوائي الذي تستخدمه قواته قد يصيب النسيج الاجتماعي الليبي، فالقذائف تسقط على رؤوس ليبيين ويطلقها ليبيون.
وأضاف قائلا أن الاستهتار بلغ مداه بتجنيد أطفال صغار السن يفترض أن يكونوا على مقاعد المدارس، معلناً بأنه سيتم تسليمهم إلى ذويهم، وسيحاسب القانون من زج بهم في الحرب، كما ستتم محاسبة جميع المتورطين في هذا الاعتداء والخارجين عن القانون والشرعية.
وقال السراج أن عملية بركان الغضب ستمهد الطريق بإذن الله إلى الدولة المدنية المنشودة.