أعلنت الحكومة السودانية أن كتيبة مقاتلة تابعة لقائد التمرد في جنوب السودان، د. رياك مشار، ويقودها ضابط برتبة عميد سلمت نفسها للسلطات بكامل عتادها وأرتالها بعد عبروها إلى داخل الحدود السودانية قرب مدينة هجليج المنتجة للنفط، دون أي أعمال عدائية، بحسب تقرير، السبت.
ويأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه السودان إنه لن يستضيف اللاجئين الفارين من القتال بجنوب السودان في معسكرات لجوء، بل سيتعامل معهم كمواطنين وأشقاء.
وكشف حاكم غرب كردفان، اللواء أحمد خميس، للإذاعة السودانية، الجمعة، أن الكتيبة المقاتلة المذكورة لم تتورط في أي أعمال عنف.
وقال إن الجيش جرد الكتيبة من كامل أسلحتها، وإن السلطات لم تقرر بشأنها بعد، وبدأت تتعامل مع أفراد الكتيبة باعتبارهم مواطنين من أبناء قبيلة النوير يطلبون الحماية، وذلك بحسب توجيهات قيادة الدولة.
وأضاف أن سلطات ولايته ما تزال ترصد تدفقات الجنوبيين الفارين من ولاية الوحدة عبر مناطق هجليج. ورفض الوالي بشدة إمكانية قيام معسكرات لجوء دائمة للجنوبيين داخل ولايته، مشيراً إلى أن لدى ولايته ما يكفي من المشكلات الأمنية. وإلى ذلك، أوضح المفوض العام للعون الإنساني في السودان، الدكتور سليمان عبد الرحمن سليمان، أن أي مواطن يعبر حدود دولته إلى دولة أخرى فراراً أو خوفا من الحرب يعد لاجئا، ولكن الرئيس السوداني عمر البشير طلب معاملة القادمين من دولة جنوب السودان باعتبارهم أشقاء.
وأوضح سليمان في تصريحات للإذاعة، الجمعة، أن الأعداد التي عبرت الحدود إلى السودان قليلة، وتم تقديم الحماية والمساعدات الإنسانية اللازمة للفارين.
وكان الرئيس السوداني أبدى استعداده خلال زيارة إلى جوبا الاثنين الماضي لاستقبال الفارين من القتال بجنوب السودان.
وشدد وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين، الذي زار العاصمة الخرطوم الخميس، على أن حكومة بلاده تسيطر على مجريات الأحداث في مناطق النفط الاستراتيجية.
وذكر بنجامين للصحافيين أن تدفق خام النفط من الآبار الموجودة في ولايتي الوحدة وأعالي النيل شمالي بلاده يسير بصورة طيبة عبر خط الأنابيب إلى داخل الأراضي السودانية، معتبراً أن فتح الحدود بين الدولتين وانسياب حركة التجارة وتدفق النفط وانسيابه هو ضرورة ملحة لتحقق الأهداف المشتركة.
وتوقع مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان، في وقت سابق، عبور 350 ألف لاجئ من دولة جنوب السودان إلى السودان، هرباً من الصراع الدامي الناشب هناك.