أكد رئيس حكومة الإنقاذ الوطني"عمر الحاسي" أننا لازلنا نبحث بين ضباب هذه الفتنة التي نعيشها عن شمس الثوابت حتى نزيل بها التشويه لنعتمد على رسم الطريق نحو خير هذه الأمة وخير مستقبلها.
وقال" الحاسي" في كلمة له أمام الملتقى العام للعلماء والوعاظ والخطباء والمشايخ وطلاب العلم في ليبيا الذي أقيم صباح امس بمدينة طرابلس إن البعض يربط بين الاختلاف الداخلي، والأزمة الفكرية والاجتماعية التي تصاحب بنيوية العقل الذي يعيش في هذه المنطقة والبعض الآخر يحاول ان يعودها إلى تدخلات وتحريضات خارجية تتضح من خلالها الاطماع لتملك هذه المنطقة.
وأكد رئيس حكومة الإنقاذ الوطني"عمر الحاسي" في كلمته ان إشكالية قبول الآخر، والاعتراف بحقوقه تعد من أهم الابواب في العقيدة بشكل عام ، وقد كان قبول الآخر المختلف اشكالية في كل الحضارات، ومازال.
وأوضح أن هذا الآخر قد يكون مختلف في عقيدته، وفي دينه، وفي لغته، وأحيانا حتى في لونه، فضلا عن الاختلاف السياسي والفكري، وكل هذا وضع الآخر المختلف في مكان مليء بالشكوك، والريبة، وإصدار الأحكام عنه حتى في غيابه، وفي عدم الاستماع إلى مبررات هذا الاختلاف المهم.
وقال إن الأمر لم يتوقف عند الاعتراف بالآخر بل وصل إلى إعلان شرعية الاختلاف، والتعددية، مشيراً في هذا الصدد إلى بعض النصوص القرآنية التي تعطي قواعد لمداخل دستورية تحدد التعامل مع الآخر المختلف ، والمتعدد ، مؤكداً على ان هذه القواعد تبين توظيف هذا الاختلاف والتعددية نحو اشاعة السلم والخير ولمصلحة الوجود الانساني عامة.
وأكد على أن الايات القرآنية، وكثير من الاحاديث النبوية تشكل المنطلقات الأساسية التي ترسم بوادر الدستور، وترسم العلاقة مع الآخر المختلف والمتعدد وهي أحكام قرآنية قطعية ثابتة لا تدع مجالا للالتباس أو سوء الفهم.
وأختتم رئيس حكومة الإنقاذ الوطني"عمر الحاسي" كلمته بالتأكيد على ان إشكالية الآخر ليست في النص بل في التاريخ وفي الممارسة وفي التجربة، وهذا هو مصدر الالتباس في هذه المسألة.