قام وزير السياحة المبروك محمد علي التارقي، يوم الثلاثاء، 18 \ 11، وعدد من مدراء الإدارات والأقسام ووكيل الوزارة الدكتور عبدالسميع عامر المحبوب، بزيارة إلى مدينة الخمس، بغية الإطلاع على إمكانيات تنشيط السياحة في المنطقة، وتفقد أهم وأبرز معالمها السياحية.
وتجول الوزير والوفد المرافق، في مدينة لبدة الأثرية، مستمعاً إلى شروح وافية عن مراحل نمو المدينة وإزدهارها، من مركز تجاري على ضفاف البحر المتوسط، حتى أضحت من أهم المراكز الحضرية في الأقليم، وركيزة أساسية في حركة التجارة العالمية في تلك الحقبة، وهو ماتشهد عليه بقايا معالمها المتكاملة التفاصيل، وآثار مبانيها التي زينت بفخامة، وكسيت بالنقوش والمنحوتات والرخام المستورد.
وأبدى الوزير إعجابه بالمدينة الأثرية ومفردات معمارها المتميز، وماتمثله من أهمية لعشاق التاريخ، وكمحطة يتقاطر عليها السياح الباحثين عن سبر أغوار التاريخ، مشيراً إلى أن لبدة ستكون إلى جانب الصحراء، وشقيقاتها المطلة على الساحل الليبي، إحدى أهم العناوين البارزة للسياحة في ليبيا.
كما أكد على أن الجولات التي سيقوم بها في الفترة القادمة، ستشمل زيارة عدد من المدن، وترمي إلى الاطلاع على المواقع السياحية، ومعرفة احتياجات زوارها، والبحث عن سبل تنشيط وتفعيل السياحة بها.
وعقب الجولة التقى الوزير بقاعة الاجتماعات بفندق الحسنين الكبير، مدير مكتب السياحة بالمرقب، وعدداً من المهتمين والخبراء ، ورجال الأعمال، وأعضاء هيئة التدريس بجامعة المرقب.
وتركز الاجتماع على مناقشة رؤية جميع الأطراف من القطاعين العام والخاص، للاستثمار السياحي في مدينة الخمس والمناطق المحيطة، وتفعيل دور المكاتب السياحية، وإحياء الأنشطة السياحية التي تسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والثقافية في المدينة.
وأوضح الوزير في كلمته بالاجتماع أن السياحة قطاع يستند إلى جهات تخطط وتشرع القوانين، و أخرى تحولها إلى برامج عمل تنفيذية، مشدداً على أهمية دور مجالس رجال الأعمال والقطاع الخاص، في مساندة عمل الوزارة، وتنفيذ المشاريع التي تسهم في تنشيط القطاع.
كما أكد على أن الوزارة وجميع إداراتها ترحب وتشجع المقترحات والأفكار التي يطرحها الخبراء والمهتمون، ورجال الأعمال، الذين يمثلون المنظومة المترابطة، منوهاً إلى أن وزارة السياحة تسعى إلى استرجاع بعض صلاحياتها، والأجهزة التي كانت تحت مظلتها، حتى يتسنى لها تنفيذ برامجها.
وفي ختام اللقاء قدم أحد أعضاء فريق الخمس 2030، مبادرة أيام لبدة الثقافية التاريخية الأدبية، التي تتضمن إقامة مناشط وبرامج ثقافية، وأدبية، وتاريخية، داخل فضاءات مدينة لبدة الأثرية، وإحياء الخط التجاري القديم الرابط بين موانيء لبدة، ومالطا، وجزيرة صقلية، بإطلاق رحلة سياحية من جنوب ايطاليا عبر جزيرة مالطا، وصولاً إلى مدينة الخمس، وتجسيد مظاهر الحياة اليومية والأنشطة الاقتصادية التي كانت سائدة بالمدينة الأثرية ، في تسلسل تاريخي، ، لمراحل تاريخية سابقة، وتنظيم ورش عمل، وعرض أشرطة وثائقية تختص بالمدينة وتاريخها.
وترمي المبادرة إلى إحياء الخط البحري القديم، الرابط بين ضفتي البحر المتوسط، وإبراز دور مرفأ لبدة كحلقة وصل تجاري عريق يربط بين أوروبا ودواخل قارة أفريقيا، وتنشيط وتشجيع السياح المحليين والوافدين من الخارج على زيارة المدينة، والتعريف بإمكانيات الاستثمار السياحي في مدينة الخمس، وماتنطوي عليه من فرص استثمارية.
وفي ختام العرض الضوئي، أبدى الوزير ترحيبه بالفكرة، معرباً عن استعداده لمخاطبة الجهات كافة لمباشرة تحويل المبادرة إلى برنامج عمل، وتنفيذها في أقرب فرصة ممكنة، ووفق الإمكانيات المتاحة للوزارة.