قام رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المُكلف " موسى الكوني " بجولة شملت بعض مراكز الإيواء المخصصة للمهاجرين غير الشرعيين بطرابلس ، تفقد خلالها أوضاع الموقوفين، ومدى توفر العناية الإنسانية الضرورية لهم . كما تفقد " الكوني " ووقف على احتياجات هذه المراكز في خطوة تهدف إلى سبر حجم وطبيعة الإشكاليات التي تواجهها. وفي تصريح خص به وكالة الأنباء الليبية " وال " - أوضح " موسى الكوني " أن هذه الزيارة كشفت عن مدى العجز الذي تعاني منه هذه المراكز، الأمر الذي ينعكس سلبا على مستوى الخدمات المقدمة للمهاجرين، منوها بالخصوص على ان الديون المتعلقة بالسلع التموينية ( وهي ذات العلاقة المباشرة بتوفير الطعام للموقوفين) فاقت " 120 " مليون دينار، بكل ما يترتب عن ذلك من توقف للإمداد من جهة، أو اللجوء إلى تقديم وجبات متواضعة لهؤلاء من جهة أخرى. وأكد " الكوني "على أن هذا العبء ينبغي ان لا تتحمله ليبيا وحدها ، وقال : " تتحمل ليبيا، وستتحمل جزءا غير قليل من هذا العبء، لكنها ستعجز عن حمله برمته ". وكشف " الكوني" في تصريحه لــ ( وال ) أن ليبيا لم تتلق أية مساعدات سواء دولية، أو من الحكومات ذات العلاقة في ملف الهجرة غير الشرعية، رغم وعود العالم، وبالأخص الاتحاد الأوروبي في هذا الخصوص ، مشيرا إلى أن الدعم القليل الذي يصل لهذه المراكز في ليبيا، يأتي عن بعض المنظمات الإنسانية التي تسعى، في ظروف صعبة، لتأمين بعض الاحتياجات الطبية والملابس والأغطية . وحول ما يشاع ويتداول عن تعرض بعض المهاجرين العابرين للأراضي الليبية لأعمال عنف، أكد " الكوني " في هذا الصدد ان ما قد يتم من انتهاكات إنما يحدث بعيدا عن مراكز الإيواء الرسمية، والتي تضمن، توفير الحماية والرعاية اللازمة للموقوفين رغم عجز الإمكانيات. وطالب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المُكلف " موسى الكوني " المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بضرورة النهوض لتحمل مسؤولياتها في هذا الشأن، والعمل لمعالجة هذه الظاهرة ، وإيجاد الحلول الناجعة لإشكاليات تدفق المهاجرين قبل دخول الأراضي الليبية بصورة خاصة. والوقوف مع الجهود الليبية في هذا الصدد (أثناء عبورهم التراب الليبي)، وبناء مراكز إيواء حديثة مخصصة لهذا الغرض، تسمح باستقبال الموقفين في ظروف إنسانية أكثر ملائمة، مجددا التأكيد على عدم قدرة ليبيا تحمل هذا العبء لوحدها. واستطرد قائلا " الأمر الآخر الذي يحتاج إلى تعاون مشترك سريع في هذا الصدد، هو توفير إمكانيات النقل الجوي لإعادة المهاجرين غير الشرعيين لبلدانهم (عن طريق الجو).لأن التسفير برا، المُتبع في الوقت الحالي لا يضمن السلامة لهؤلاء، بل أنهم يبقون عرضة للانتهاك وللبيع من جديد أثناء مشوارهم البري الطويل، وبالتالي استمرار كوابيسهم وعذاباتهم". وشدد " الكوني " في ختام جولته بهذه المراكز على الأجهزة الأمنية المشرفة عليها بضرورة التعامل مع الموقوفين بشكل إنساني راق، يتفق وتعاليم ديننا ويليق بثقافتنا العريقة التي تجعل للضيف وعابر السبيل مكانة خاصة.