حضر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني السيد فائز السراج أمس" الاثنين " في العاصمة الايطالية روما مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتلوني مؤتمر مجموعة الاتصال أوروبا-شمال افريقيا للتصدي لظاهرة الهجرة القادمة من ليبيا، وذلك برفقة وزير الخارجية المفوض السيد محمد سيالة ووزير الداخلية المفوض السيد العارف الخوجة ، وبحضور وزراء داخلية فرنسا والنمسا وإيطاليا وسلوفينيا وألمانيا، بالإضافة إلى ليبيا والجزائر وتونس إلى جانب سويسرا والمفوضية الأوروبية .
وأكد السيد فائز السراج في كلمة له أمام المؤتمر على أن مشكلة الهجرة تؤرق ليبيا مثلما تؤرق الدول الأوربية، مذكرا بأن ليبيا دولة عبورللهجرة وليست مصّدرة لها، مشددا على ضرورة أن لا يقتصر الحل على الجانب الأمني وأن تتجه الجهود وبنفس القدر لمعالجة السبب الرئيسي للمشكلة، وذلك بتقديم الدعم لدول المهاجرين من خلال مشاكلها الاقتصادية، وبما يوفر فرص العمل والحياة الكريمة حتى لا يضطر مواطنوها للمجازفة بحياتهم هربا من أوضاع معيشية سيئة.
وأوضح السيد الرئيس بان ليبيا أبدت الاستعداد للتعاون لحماية المهاجرين الذين يغامرون بأرواحهم في ظل ثوابت سيادة الدولة الليبية وعدم المساس بها.
وقال السيد السراج "إننا نتطلع إلى شراكة حقيقية مع الاتحاد الأوربي والدول المجاورة، وأن تترجم بيانات الدعم والتعاون إلى أفعال على أرض الواقع.
وشدد السراج على أن الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا له دور حاسم في مواجهة مشكلة الهجرة غير القانونية حيث يساعد هذا الاستقرار في معالجة انتشار السلاح والحدّ من نشاط المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون وعصابات الجريمة المنظمة، بما فيها المتورطة في تهريب البشر والاتجار بهم.
وأشار رئيس المجلس الرئاسي إلى ان المواطن الليبي يجب أن يشعر بالأثر الإيجابي للشراكة مع الإتحاد الأوربي وأن لا يكون موضوع الهجرة وحده هو ما يشغل الأصدقاء الأوربيين دون الالتفات إلى معاناة المواطن الليبي القاسية اليومية ، مطالبا دول الاتحاد الأوروبي أن تساهم بثقل أكبر في حل المشكل السياسي والأمني في ليبيا.
وأشار الرئيس بأن الليبين استطاعوا أن يحرروا مدينة سرت من تنظيم داعش وبفضل تضحياتهم وما قدموه من شهداء تم تأمين جزء مهم من الساحل الليبي ولم يعد مصدر تهديد لليبيين ولمواطني دول أوربا.
وعرض الرئيس في كلمته مجموعة مطالب من بينها إدراج برامج متنوعة لسد الفراغ الأمني في المياه الإقليمية والمتاخمة، كتنشيط الصيد البحري، والاستثمار في الساحل بمشاريع سياحية واقتصادية والتي من شأنها أن تحد من منافذ التهريب كما تضمنت المطالب إقامة منظومة الكترونية على حدود ليبيا الجنوبية إضافة إلى تدريب وتجهيز حرس الحدود وخفر السواحل. وقال السيد فائز السراج في ختام كلمته ان ليبيا تتطلع إلى تطوير التعاون مع الأصدقاء والجيران، وأن تكثيف الجهود لحل ما تواجهه ليبيا من أزمات أمر لا يقبل التأجيل .
إلى ذلك بحث المشاركون في المؤتمر خطة متكاملة تقضي بإرساء مجموعة اتصال لإدارة الهجرة القادمة من ليبيا .
وفي هذا الخصوص تقدمت ليبيا للمؤتمر بمطالب محددة للحصول على معدات وتجهيزات ومرافق، تناهز قيمتها الإجمالية 800 مليون يورو، بهدف السيطرة والتحكم في تدفق المهاجرين وموجات النزوح من أراضيها.
كما طالبت بتمكينها من سفن للبحث والإنقاذ وزوارق سريعة وطائرات عمودية، وكذلك سيارات إسعاف ونقل أخرى، ومنظومات اتصال للمساعدة في مراقبة الحدود وتأمينها. والتقى السيد الرئيس فائز السراج على هامش المؤتمر عدد من رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر قبل أن يغادر روما عائداً إلى العاصمة طرابلس.
