قالت منظمة العفو الدولية إن دليلاً قد ظهر في لقطات فيديو صادمة تعرض مقاتلين من "قوات خلفية حفتر" وهم يقتلون أسرى في منطقة قنفودة ببنغازي، معتبرة ذلك الأمر بمثابة جرائم حرب.
وأوضحت المنظمة في تقرير لها، أن أول مقطعين من مقاطع الفيديو التي تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتم التحقق منها من قبل منظمة العفو الدولية، يظهر مقاتل من قوات حفتر وهو يطلق النار على ثلاثة من مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي الذين تم أسرهم مستخدماً، كلاشنكوف أثناء ركوعهم على الأرض في مواجهة للجدار، وقد قيدت أيديهم خلف ظهورهم.
وفى الفيديو الثاني، تقوم مجموعة من مقاتلي "قوات حفتر " بتهديد وإذلال مقاتل أسير، وسحبه على الأرض قبل قتله بإطلاق النار عليه.
من جهتها عقّبت مديرة البحوث لشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، "هبة مرايف" على الشريط بقولها "إن سلوك أفراد الجيش المؤسف في مقاطع الفيديو هذه، التي تظهر إطلاق النار القاتل على الأسرى العزل، ينتهك القانون الإنساني الدولي ويشكل جريمة حرب". بحسب التقرير.
ولفتت المنظمة في تقريرها إن المطالبات السابقة بإجراء تحقيقات لم تسفر عن أي ملاحقات قضائية شفافة حتى في الحالات التي وجدت فيها أدلة واضحة على ارتكاب مخالفات جنائية، مضيفة أن الوعود بالتحقيق في هذه الجرائم الحديثة عبارات جوفاء، وآفاق تحقيق العدالة للضحايا وأسرهم قاتمة. وفق التقرير
وقالت "هبة مرايف" إن "تحقيقاً موثوقاً ومستقلاً ونزيهاً في هذه الحوادث أمر حيوي لإرسال رسالة واضحة إلى الذين يرتكبون جرائم مروعة أو يأمرون بها، بأنهم ليسوا فوق القانون، ولن يفلتوا من العقاب".
وأضافت قائلة : "نظرا لسجل ليبيا السيئ في المساءلة، فإن الأمر يزداد أهمية لدى المحكمة الجنائية الدولية، والتي لها سلطة قضائية فعلية في ليبيا، من أجل توسيع نطاق تحقيقاتها بحيث تشمل جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية في البلاد".
وأشار التقرير إلى أن قنفودة ظلت تحت الحصار العسكري شهوراً، حيث سيطرت قوات "حفتر " على الطرق المؤدية إلى المنطقة والخارجة منها.
كما قطعت إمدادات الغذاء والمياه والكهرباء، مما أدى إلى حالة إنسانية مأساوية للأسر التي بقيت محاصرة.
كما استعرضت منظمة العفو الدولية في تقريرها الصور في قنفودة تظهر أن أعضاء من "قوات حفتر" يلتقطون الصور إلى جانب الجثث، ويحرقون جثث الضحايا، فضلاً عن تدنيس جثة جلال المخزوم- أحد كبار قادة مجلس شورى ثوار بنغازي.
وقالت المنظمة أن القانون الإنساني الدولي يحذر تشويه الجثث، مطالبة أطراف النزاع بالعمل على إعادة رفات المتوفين بناء على طلب أسرهم.
ومن بين الجثث الظاهرة في الصور أفراد يعتقد أنهم كانوا محاصرين في بلوك 12 وقتلوا خلال الاشتباكات الأخيرة.
وفي حين لم تتمكن منظمة العفو الدولية من التحقق بشكل مستقل من الصور، فقد أكد مصدر مقرب من عائلة الضحايا، هوية ثلاثة من المتوفين.
وقال مصدر وثيق الصلة بالضحايا لمنظمة العفو الدولية إن إحدى العربات التي كانت تقل مالا يقل عن أربع عائلات قد تعطلت بالقرب من جسر جليانة على بعد حوالي 5 كيلومترات من العمارات 12 وما زالت ظروف هذا الحادث غير واضحة، ولا تستطيع منظمة العفو الدولية التحقق بشكل مستقل من تفاصيله الكاملة.