قام رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني السيد فائز السراج صباح الثلاثاء بزيارة تفقدية إلى مدينة الزاوية، يرافقه كل من وزراء الخارجية، والتخطيط، والداخلية، والحكم المحلي، ورئيس مصلحة الموانئ، ووكلاء وزارات الصحة، والتعليم، ورئيس مجلس ادارة جهاز تنفيذ مشروعات الاسكان والمرافق، وقيادات عسكرية وأمنية.
وقام السيد الرئيس ومرافقيه فور وصولهم إلى المدينة بزيارة مستشفى الزاوية حيث تفقد عدد من الأقسام، كما أطلع على التجهيزات المتوفرة، وناقش مع الجهاز الطبي والفني ما ينقص المستشفى من احتياجات طبية.
وتوجه السيد الرئيس إثر زيارة المستشفي إلى ميدان الشهداء وسط المدينة الذي يعد رمزاً للشجاعة والشموخ وتضحيات أهالي الزواية على مدى تاريخه.
وانتقل السيد الرئيس بعد جولة الميدان ليضع حجر الأساس لميناء جديد، وانتقل بعدها والوفد المرافق إلى مركز البحوث الطبية للقاء جمع من الأهالي والشيوخ والحكماء والأعيان ومسؤولى الإدارات الحكومية بالمدينة والمسؤولون الأمنيون والعسكريون.
والقيت خلال هذا اللقاء كلمات الترحيب بالزيارة ،استعرض بعضها المصاعب التي تواجه عدد من المرافق الخدمية وعدد من المشاريع المتوقفة أو التي تحتاج إلى تجهيز في قطاعات مختلفة.
والقى رئيس المجلس الرئاسي كلمة أمام هذا الجمع حيا في بدايتها الزاوية، مدينة الجهاد ومعقل المقاومة، وترحم على شهداء المدينة الأبطال ودعا إلى الوقوف دقيقة صمت ترحماً على أرواحهم وأرواح شهداء حرب الاستقلال والثورة و وكل من قدم حياته فداءاً للوطن على مر التاريخ.
وقال السيد الرئيس إن زيارته للمدينة تأتي لتفقد احتياجاتها على أرض الواقع والاطلاع على المختنقات في ملف الخدمات والبنى التحتية والملف الأمني، ومتابعة الخطوات التي نفذت أو اتخذت لحل هذه المختنقات، وقدر العمل الذي تحقق.
وأكد رئيس المجلس الرئاسي على إن البلدية هي الأساس في نظام اللامركزية الذي تتبناه حكومة الوفاق، والذي يهدف إلى توسيع صلاحيات البلديات، وتخصيص ميزانيات كافية لها لتتمكن من الوفاء بالتزاماتها، ودعا إلى التنسيق بين الأجهزة المحلية والوزارات المختصة لتجاوز مصاعب المرحلة الراهنة .
وقال السيد الرئيس في كلمته إن "الوفاق " ليس حكومة فقط ، بل "هو مشروع وطني، لا يرتبط بأشخاص أو مناطق، بل وفاق نوده أن يسود بين الليبيين جميعاً على إختلاف توجهاتهم، وهذا لا يعني أن لا نختلف سياسياً، بل أن يكون خلافانا مصدر إثراء للفكر والتوجهات في إطار الثوابت الوطنية. "
وأكد السيد الرئيس إلى أن الطريق نحو الاستقرار السياسي أصبح واضحاً جلياً ، وأن الوقت حآن ليقول الشعب كلمته ،مشيراً إلى دعمه لمبادرة المبعوث الأممي إلى ليبيا السيد غسان سلامة التي تنص على إجراء انتخابات متزامنة لاختيار رئيساً للدولة والجسم التشريعي الجديد بعد اتمام الاستحقاقات الدستورية بالخصوص، وترحيبه بعقد المؤتمر الوطني الجامع في بداية العام الجديد.
وتحدث عن الجهود المبذولة لتخفيف معاناة المواطنيين من خلال عملية اصلاح تشمل الأمن والاقتصاد منوها بما تحقق من نجاحات تزداد مع كل خطوة تنفذ في برنامج الاصلاح الاقتصادي.
كما أعطى السيد الرئيس لمحة عن الترتيبات الأمنية لتأمين العاصمة وما حولها وإرساء النظام العام، مجدداً التأكيد بأنها ستشمل لاحقاالمدن الليبية أخرى.
وثمن رئيس المجلس الرئاسي جهود قبائل الزاوية والمدن المجاورة التي ساهمت في تأمين الشريان الحيوي الرئيسي المتمثل في الطريق الساحلي من طرابلس وحتى تونس.
واختتم السيد الرئيس كلمته بنداء إلى جميع الليبيين بعدم إضاعة الفرصة المتاحة لتحقيق الاستقرار قائلا "كفى ما اريق من دماء ، وأستنزف من مال ، وأهدرمن وقت، دعونا نبني على ماتحقق لترسيخ الاستقرار، و البدء فى مرحلة التعمير والتنمية، تنمية كل الوطن بطريقة عادلة متوازنة، دون تهميش أو اقصاء أو إهمال" وأضاف قائلًا إن "الوطن للجميع .. يبنى بسواعد وعقول جميع أبنائه، والجميع مدعوون اليوم وخاصة الشباب لاستبدال البنادق بمعاول البناء ."
